mercredi 1 avril 2015

عليه مدار الأجر وتفاوته

فتتفاوت الأجور في كل عمل حسب محتوى القلوب ، ففي الصلاة : قد يصلي الرجلان في صف واحد وبين ثوابهما كما بين السماء والأرض ، وقد ينفق الأخوان مبلغا واحدا فينال أحدهما أجرا واحدا بينما الآخر ينال سبعمائه أجر أو أكثر ، وقد يدرك قلبان ليلة القدر فيتضاعف أجر أحدهما عن الآخر أضعافا مضاعفة ، بل حتى في الجهاد ؛ ففي غزوة مؤتة لما قتل جعفر أخذ عبد الله بن رواحة الراية ، ثم تقدَّم بها وهو على فرسه ، فجعل يستنزل نفسه ويتردد بعض التردد ، ثم أخذ سيفه وتقدم فقاتل حتى قُتِل رضي الله عنه. قال صلى الله عليه وسلم : « لقد رُفعوا إلى الجنة فيما يرى النائم على سرر من ذهب ، فرأيت في سرير عبد الله بن رواحة ازورارا عن سريري صاحبيه ، فقلت : عمَّ هذا؟! فقيل لي : مضيا وتردد عبد الله بن رواحة بعض التردد ثم مضى » .

لحظة واحدة من عمل القلب كانت سببا في تأخر ابن رواحة ، ولمحة من طرْف العين أنزلته دون صاحبيه ، ليحوز شهادة دون شهادة ، وفوزا دون فوز ، وهذ كله من عمل لحظة!! لكنها لحظة قلبية ، لكن كيف بمن غرق قلبه الأيام والأعوام في غفلات متتابعات وسكرات متلازمات؟! تُرى كم يتأخر في الجنة ؛ هذا إن دخلها!!

لذا أدرك ابن عطاء السكندرى قيمة عمل القلب فانطلق يرسي قاعدة وزن الأعمال ، وهي قاعدة سارية المفعول في زمانه وغير زمانه :

" ما قلَّ عمل برز من قلب زاهد ، ولا كثر عمل برز من قلب راغب " .

وأكَّدها يحيى بن معاذ في قوله الأخَّاذ :

" مفاوز الدنيا تُقطع بالأقدام ، ومفاوز الآخرة تُقطع بالقلوب " .

بل وشهد لأعمال القلوب من قبل هؤلاء جميعا الصحابي المُعلَّم عبد الله بن مسعود رضي الله عنه حين قال مخاطبا جموع التابعين المجدّين في عبادات الجوارح :

" أنتم أطول صلاة ، وأكثر اجتهادا من أصحاب رسول الله ، وهم كانوا أفضل منكم ". قيل له : بأي شيء؟ قال : " إنهم كانوا أزهد في الدنيا وأرغب في الآخرة منكم " .




الموضوع الأساسي: عليه مدار الأجر وتفاوته

المصدر: منتديات عروس





via منتديات عروس http://ift.tt/19IVjn1

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire