jeudi 20 août 2015

ابرص واقرع و اعمى

عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : إن ثلاثة في بني إسرائيل (أبرص وأقرع وأعمى) أراد الله أن يبتليهم (يختبرهم) فبعث إليهم ملكاً .

(يأتي الملك الرجل الأبرص) .

الملك : أي شئ أحب إليك ؟.

الأبرص : لون حسن ، وجلد حسن ، ويذهب عن الذي قد قذرني الناس .

( يمسحه الملك ، فيذهب عنه قذره ، ويعطي لوناً حسناً ، وجلداً حسناً) .

الملك : فأي المال أحب إليك ؟ .

الأبرص : الإبل .

( يعطي ناقة عشراء ( حاملاً)

الملك : بارك الله لك فيها .

(يأتي الملك الرجل الأقرع) .

الملك : أي شئ أحب إليك ؟ .

الأقرع : شهر حسن ويذهب عن الذي قذرني الناس .

(يمسحه الملك فيذهب عنه داؤه ويعطي شعراً حسناً) .

الملك : فأي المال أحب إليك ؟ .

الأقرع : البقر .

( يعطى بقرة حاملاً) .

الملك : بارك الله لك فيها .

(يأتي الملك الرجل الأعمى) .

الملك : أي شئ أحب إليك ؟ .

الأعمى : أن يرد الله إلى بصري ، فأبصر به الناس .

(يمسحه الملك ، فيرد الله إليه بصره )

الملك : فأي المال أحب إليك .

الأعمى : الغنم .

(يعطى شاة والداً حاملاً)

كان لهذا وادٍ من الإبل ، ولهذا وادٍ من البقر ، ولهذا وادٍ من الغنم) .

(يأتي الملك الرجل الأبرص في صورة أبرص)

الملك : رجل مسكين قد انقطعت بي الحبال في سفري ، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك ، أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن والجلد الحسن والمال بعيراً أتبلغ عليه في سفري (أصل به إلى أهلي) .

الأبرص (في ضيق) : الحقوق كثيرة .

الملك (في استغراب) : كأني أعرفك ، ألم تكن أبرص يقذرك الناس . فقيراً فأعطاك الله .

الأبرص ( في إنكار) : إنما ورثت هذا المال كابر عن كابر . (أباً عن جد) .

الملك : إن كنت كاذباً فصيرك الله إلى ما كنت .

(ثم يأتي الملك الرجل الأقرع في صورة أقرع )

الملك : رجل مسكين قد انقطعت بي الحبار في سفري ، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك ، أسألك بالذي أعطاك الشعر الحسن والمنظر الحسن والمال ، بقرة أتبلغ بها في سفري .

الأقرع (في ضجر) : الحقوق كثيرة .

الملك (متعجباً) : كأني أعرفك ، ألم تكن أقرع يقذرك الناس ؟ .

الأقرع (في استكبار) : إنما ورثت هذا المال كابراً عن كابر ( أباً عن جد) .

الملك : إن كنت كاذباً فصيرك الله إلى ما كنت .

(يأتي الملك الرجل الأعمى في صورة أعمى) .

الملك : رجل مسكين وابن سبيل انقطعت بي الحبار في سفري فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك ، أسألك بالذي رد عليك بصرك ـ شاة أتبلغ بها في سفري .

الأعمى ( شاكراً معترفاً) : قد كنت أعمى فرد الله إلىّ بصري ، فخذ ما شئت ودع ما شئت ، فوالله لا أجهدك اليوم ( لا أعارضك) بشئ أخذته لله عز وجل .

الملك : أمسك مالك ، فإنما أبتليتم ( اختبرتم) فقد رضي الله عنك ، وسخط على صاحبيك .



من عبرة القصة وفوائدها :

1- اختبار الله لعباده ، سنة الله في أرضه ، كما أخبر الله به في كتابه .

2- الابتلاء يكون في الجسم والمال والأولاد وغيرها .

3- الملائكة تتصور أحياناً على هيئة البشر ، وتتكلم ، وتمسح على المريض فيبرأ بإذن الله .

4- لا شئ أحب للمبتلى بالمرض من ذهاب مرضه ومعافاته .

5- الله هو الذي يعطي ويمنع ، ويغني ويفقر ، بتقديره وحكمته .

6- من التوحيد والأدب أن تنسب الشفاء والغنى إلى الله وحده ( قد كنت أعمى فرد الله بصري) .

7- الإنسان الجاهل يبخل وقت الغنى ، والعاقل يعطى بسخاء متذكراً قول النبي صلى الله عليه وسلم ( ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان ، فيقول أحدهما : اللهم أعط منفقاً خلفاً ، ويقول الآخر : اللهم أعط ممسكاً تلفاً .

8- بعض الأغنياء ينسون ماضيهم الفقير ويغضبون ممن يذكرهم به .

9- من شكر النعمة ، وأعطى الفقراء زاده الله غنى ، وبارك له ، ومن بخل فقد عرض نفسه لزوال النعمة وسخط الرب القائل : (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) .

10- إنكار النعمة يجلب النقمة ، ويسبب الشقاء .

11- الكرم يجلب النعمة ويذهب بالنقمة ، ويرضي الرب ، والبخل يجلب السوء ويسخط الرب .

12- المؤمن يفي بما وعد ولا يبخل ، والمنافق يعاهد ويعد ، ولكن لا يفي بعهده ووعده ، كما قال الله تعالى عن المنافقين : (وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ) ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا أئتمن خان) .


الموضوع الأساسي: ابرص واقرع و اعمى
المصدر: منتديات عروس


via منتديات عروس http://ift.tt/1TZ9ZyQ

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire