samedi 18 juillet 2015

" السخرية والاستهزاء "

يعمد ضعاف النفوس إلى استخدام السخرية والاستهزاء كوسيلة لصرف الأنظار عنهم وتضخيم عيوب الآخرين ، وهذا أمرٌ محرَّمٌ لأنه لا يرجى من وراء السخرية والاستهزاء إصلاح ولا رشد ، بل ربما أدَّى إلى الازدياد في الإثم والباطل ، قال تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ " [الحجرات: 11] .

ومعنى السخرية :

الاستهانة والتحقير والتنبيه على العيوب والنقائص على وجه يُضحك منه ، وقد يكون ذلك بالقول ، وقد يكون بالمحاكاة في الفعل والقول ، وقد يكون بالإشارة والإيماء .. قالت عائشة رضي الله عنها : حاكيتُ إنسانًا فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم : «والله ما أحب أني حاكيت إنسانًا ولي كذا وكذا» (أبو داود والترمذي وصححه) .

قال ابن عباس رضي الله عنهم في قوله تعالى : " وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا " [الكهف: 49] قال : إنَّ الصغيرة التبسُّم بالاستهزاء بالمؤمن ، والكبيرة القهقهة بذلك ، وهذا إشارة إلى أنَّ الضحك على الناس من جُملة الذنوب والكبائر .

ومن أقبح أنواع السخرية والاستهزاء :

السخرية والاستهزاء بأهل الدين والاستقامة ؛ لأنَّ الاستهزاء بهؤلاء دليل على خفَّة التديُّن وضعف الإيمان ، وربما أدَّى إلى الردَّة والخروج من الإسلام بالكلية والعياذ بالله .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في قوله تعالى " قُلْ أَبِاللهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ " [التوبة: 65، 66] : تدلُّ على أنَّ الاستهزاء بالله وبالرسول كفر.. وكذلك الآيات .

وقال سماحة الشيخ ابن باز :

الاستهزاء بالإسلام أو بشيء منه كفرٌ أكبر ، ومن يستهزئ بأهل الدين والمحافظين على الصلوات من أجل دينهم ومحافظتهم عليه يُعتَبَر مُستهزِئًا بالدين ، فلا يجوز مجالسته ولا مصاحبته ، بل يجب الإنكار عليه والتحذير منه ومن صحبته ، وهكذا من يخوض في مسائل الدين بالسخرية والاستهزاء يعتبر كافرًا .

وسئلت اللجنة الدائمة للإفتاء عن حُكم الاستهزاء باللحية والأمر بحلقها ؟

فكان الجواب : لا يجوز الاستهزاء بمن أعفى لحيته لأنه أعفاها تنفيذًا لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وينبغي نُصح المستهزئ وإرشاده، وبيان أنَّ استهزاءه مِمَّن أعفى لحيته جريمة عظيمة يُخشى على صاحبها من الردَّة عن الإسلام لقوله سبحانه وتعالى : " قُلْ أَبِاللهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ" الآية .


الموضوع الأساسي: " السخرية والاستهزاء "
المصدر: منتديات عروس


via منتديات عروس http://ift.tt/1KcEU7Z

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire